إنّ صحّة الرّجل هي مُكوّنٌ أساسيّ من مكوّنات الحياة السّعيدة و العلاقات الصّحّيّة. كما أنّ الغذاء الصّحّيّ و التّمارين و التّعامل مع الضّغوطات و معرفة متى يجب إجراء الاختبارات الطّبّيّة الخاصّة بعُمرٍ مُعيّن، كل هذه الأمور تعتبر المفتاح للوقاية من الأمراض عند الرجال.
الأمراض العشرة الأولى الّتي تتسبّب بوفاة الرّجال:
تؤثّر العديد من الأمراض و الحالات في صّحّة الرجل وتؤدّي إلى اضطرابٍ في نوعيّة حياته. على رأس أكثر الأمراض التي تُصيب الرّجال شُيوعاً توجد عشرة أمراضٍ تُمثّلُ خطراً كبيراً على حياة الرّجال:
1-أمراض القلب: الّتي تعتبر القاتل الأوّل للرّجال على مُستوى العالم. أبرزُ مظاهر هذه الأمراض هي الذبحة الصدرية و النّوبة القلبيّة و الإحتشاء و اضطرابات نظم القلب التوقّف المُفاجئ للقلب. تشمل أهم عوامل الخطورة لأمراض القلب هي: التّدخين و ارتفاع التّوتّر الشّرياني و ارتفاع الكولسترول و الدّاء السكري و القصة العائلية (إصابة أحد أفراد العائلة بمرضٍ قلبيّ).
2-السرطان:
سرطان الرّئة: هو القاتل الأوّل من بين أنواع السرطان عند الرّجال مع العلم أنّه يُمكن الوقاية منه في كثيرٍ من الحالات. يُسبّب التّدخين 90% من كلّ حالات سرطان الرئة كما أنّ للتّدخين علاقةً بأنواع أُخرى من السرطان كسرطان الفم و البلعوم و الحنجرة.
سرطان البروستات: الذي يُعتبَرُ مرض التّقدّم بالعُمر و الّذي نادراً ما يُشاهد عند الرّجال الذّين تقل أعمارهم عن الخمسين. إنّ مُعدّلات الشّفاء من هذا السّرطان قد ازدادت منذ انتشار اختبار PSA بشكلٍ واسع ولكنّه مازال يُسبّب 10% من حالات الوفاة النّاجمة عن السرطان عند الرّجال.
سرطان الكولون و المستقيم: يعد مع سرطان البروستات السبب الثاني للوفاة الناجمة عن السرطان عند الرجال
سرطان الخصية: يُشكّل نسبة 1% من أنواع السّرطان الّتي تُصيب الرّجال و يُصيب عادة الشّباب (بين 15 و 39 سنة).
3-الإصابات: يمكن أن تتم الحوادث في أيّ زمانٍ وفي أيّ مكان. تُساعِدُ أبسط الأمور كارتداء حزام الأمان عند الركوب في السيارة و ارتداء الخوذة عند ركوب الدّراجة أو عند التّزحلق على الثّلج أو على حلبة التزلج أو في نشاطات أخرى تحدث فيها إصاباتٌ للرّأس، على تقليل خطر الوفاة نتيجةً للحوادث. كما يجب تَجنُّب قيادة السّيارة إذا كان الشّخص تحت تأثير الأدوية أو الكحول.
4-السّكتة الدّماغيّة: قد تحدث بسبب انقطاع التروية الدموية (الإقفار) أو بسبب حدوث نزفٍ دمويّ ضمن الدّماغ. إنّ نقص التّروية العابر (TIA) هو سكتةٌ دماغيّة تتحسّن خِلال دقائق أو ساعاتٍ قليلة.
5-الدّاء الرّئوي الانسدادي المُزمن: إنّ الانتفاخ الرّئوي و التهاب القصبات المزمن هما نوعا الدّاء الرّئوي الانسدادي المزمن ويتسبب بهما التّدخين بشكلٍ رئيسيّ. إنّ هذا المرض يزيد من خطورة الإنتانات الرئويّة بما فيها ذات الرئة.
6-السّكّري: تُشكِّل الإصابة بالدّاء السّكّريّ من النّوع الثّاني حوالي 80% من مُجمَلِ الإصابات بالدّاء السّكري بينما يُصيب النّوع الأوّل من السكري الأشخاص الّذين تقلُّ أعمارُهم عن 40 سنة. قد تُسبب حالات السّكّري الّتي لا يتمّ التعامل معها بشكلٍ مناسب مرضاً وعائيّاً يؤدّي في النّهاية إلى الإصابة بنوباتٍ قلبيّة و سكتاتٍ دماغيّة و بترٍ للأطراف و قصورٍ كلويّ و عمى و أذيّةٍ عصبيّة (الاعتلال العصبي السكري).
7-الانفلونزا وذات الرئة: اللتان تُصنّفان من بين أهمّ الأسباب المُؤدّية للوفاة عند الرّجال ولكن لحسن الحظّ أثبت لقاحٌ مُضادّ للجراثيم الرّئويّة العُقديّة فعاليّته في الوقاية من أهم مُسبِّبٍ جرثوميّ لذاتِ الرّئة، ألا و هو المُكوّرات العُقَديّة الرّئويّة.
8- الانتحار: إنّ أفكار أذيّة النّفس هي أفكارٌ غير طبيعيّة و لا يَجِبُ تجاهلها من قِبَل أصدقاء أو عائلة من يُعاني منها بل يجب اعتبارها حالةً إسعافيّة. يعتبر الاكتئاب من أخطر الأسباب المُؤدّيّة للانتحار.
9-أمراض الكلية: يُعتبر القُصور الكلويّ النّتيجة النّهائيّة لسنواتٍ من الإصابة بارتفاع التّوتّر الشّريانيّ و الدّاء السّكري الذين لا يتمّ علاجهما بشكلٍ مُناسب.
10-مرض الزهايمر
فقدان الشعر عند الرجال: (الثعلبة الذكورية الوراثية)
لا يصاب العديد من الرّجال بالصّلع و لكن كمية الشعر تتناقص بمُرورِ السّنوات. إنّ مُصطلح "ذكوريّة وراثيّة" مُستمدٌّ من حقيقة أنّ الصّلع الشّائع يتطلّبُ كُلَّا من الهرمونات الذّكريّة (الأندروجين) و وُجودَ عامِلٍ وراثي لفقدان الشّعر. لكن بسبب كثرة عدد الجينات المسؤولة ليس يُمكن أن ينظر المرء إلى أقربائهِ لمعرفة كم من الشعر سيفقد أو السّرعة التي سيفقده بها.
تدّعي العديد من أنواع البلسم و الشامبو و الفيتامينات و غيرها من المنتجات بالإضافة إلى بعض الإجراءات الّتي تشمل العلاج بالليزر و الحرارة على نُموِّ الشّعر بطُرِقٍ غير نوعيِّة. إنّ هذه الوسائل لا تضرّ و لا تنفع. لإبطاء فقدان الشعر لا يوجد سوى خيارين مُثبتين طبّيّاً هما:
مينوكسيديل: و هو من المُركّبّات الّتي تُطبّق مَوضِعيّاً و تُصرف من دون وصفةٍ طِبّيّة. يُعطي هذا الدّواء نتائج أفضل في قمّة الرأس و بشكلٍ أقل في منطقة الجبهة. قد يؤدّي هذا المُركّب إلى نُموٍّ بسيط للشّعر ولكنّ تأثيره أفضل في المُحافظة على ما هو موجودٌ أصلاً من الشّعر. من أهمّ الصّعوبات في استعمال هذا المُركّب هي الحاجة لتطبيقه مرّتين يوميّاً وهذا ما جعل معظم الرّجال يتعبون من استعماله بعد فترة قصيرة. يتوفر المينوكسيديل على شكل محلول بنسبة 2%.
فيناستيرايد: و هو دواءٌ بجرعَةٍ أقلّ من دواءٍ يُستعمل لتقليص حجم البروستات عند الرّجال متوسّطي العُمر. و يُؤخذُ مرَّةً واحدة يوميّاً. أظهرت الدّراسات فاعليّة واضحة لهذا الدّواء في إبطاء تَساقُط الشّعر كما أنّه يؤدّي إلى زيادةٍ في نُموّ الشّعر بمُرور الوقت.
بالإضافة إلى هذا العلاج الدّوائي تتوفّر العديد من الوسائل لتمويه الشّعر المُتساقِط و تشمل هذه الطرق الشعر المُستعار أو تمويج الشعر.
إنّ الأساليب المُتّبعة في الإجراءات الجراحية كتصغير فروة الرّأس أو زرع الشعر شهدت تطوّراً خلال السّنوات الأخيرة و أدّت إلى نتائج أفضل وأقرب إلى الطبيعة.
يبذل جرّاحو زراعة الشعر ما بوسعهم لاستعمال شعرٍ غير مُبَرمَجٍ وِراثِيّاً لكي يتساقط فيما بعد. إنّ استعمال فيناستيرايد بعد عملية الزرع يُساعد على المحافظة على الشعر.
سن اليأس عند الرّجال، أهو حقيقةٌ أم خيال؟
إنّ الاعتقاد بسنّ اليأس عند الرّجال يستند إلى حقيقة أنّ التّراجع في مُستوياتِ التستوسترون و الّذي يحدث مع تقدّم الرّجل بالعمر قد يُسبّب مجموعةً من الأعراض المُميّزة و التي يُمكن علاجها. على كلِّ حالٍ فإنّ بعض الباحثين أوضحوا بأنّ تشبيه هذا الموضوع بالعمليّة التي تحدث عند النّساء هو أمرٌ مبالغٌ فيه. صحيحٌ أنّ مُستويات التستوسترون تتراجع مع تقدُّم الرّجل بالعمر، إلّا أنّ ما يحصل عند النّساء من تراجع في مستويات الهرمونات الأنثويّة هو أكبر بكثير ممّا يحصل عند الرّجال، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الأعراض المترافقة مع تناقص الاستروجين عند النساء أوضح و أسهل للفهم.
بالمقابل، فان الأعراض المرافقة لما يعرف بسنّ اليأس عند الرّجال هي أقلُّ وضوحاً. و يُعتبر العجز الجنسيّ من المشاكل الشّائعة، إلّا أنّ بعض الأعراض الغير مُحدّدة الأخرى كالاكتئاب وتغيرات المزاج و زيادة الوزن و التّعب فسّرها البعض على أنّها تغيُّرات مُنتصفِ العُمر عند الرّجل.
و على الرّغم من أنّ العديد من الأطبّاء عالجوا أعراض مُنتصَفَ العُمر عند الرّجال بهرمون التستوسترون فإنّ قيمة هذا العلاج لا تزالُ موضِعَ جدل، و ذلك لِقلَّةِ الدّراسات طويلة الأمد عن تأثيرات أو فوائد هذا العلاج.
نشرت جمعيّةُ أمراضِ الغدد الصّمّ في عام 2006 توجيهاتٍ مُثبَتة حول العلاج ببدائل هرمون التستوستيرون عند الرّجال. حيث أوصى الأطبّاء بوصف العلاج بالتستوسترون بشكل خاصّ للرّجال الذين لا يُعانون من مرضٍ في الخصية أو الغدة النخامية ويشتكون من انخفاضٍ أكيد في تركيز هرمون التستوسترون المُفرَز في المصل (أقل من 200 نانوغرام\ديسيلتر) و الذين لديهم أعراض نقص الأندروجين.
كما أوصى هؤلاء الأطبّاء بأنّ علاج هؤلاء الرّجال يهدف إلى الوصول بمستويات التسوسترون إلى مستوىً أقلّ ممّا هو عليه عند الشّبّان الأصغر سِنّاً، على سبيل المثال، 300-400 نانوغرام\ديسيلتر عوضا عن 500-600 نانوغرام\ديسيلتر وذلك للتّقليل من خُطورة إصابة هؤلاء المرضى بأمراض مرتبطة بالتستوسترون.
بعض الاخبار عن السرطان عند الرجال:
استئصال الورم عند الرجال، العلاج بالتبريد لسرطان البروستات:
يُعتبر العلاج بالتبريد و الذي يُجمّد الكتل الورميّة و يترك باقي نسيج البروستات سليماً من أفضل الخيارات العلاجيّة للعديد من الرّجال المصابين بسرطان البروستات الباكر. تُفيدُ هذه التقنية الرّجال الذين لم ينتشر عندهم السّرطان خارج غدّة البروستات.
شملت الدراسة 120 مريضا و لأكثر من 10 سنوات و أثبتت النتائج صحّة هذا الادّعاء، إذ شُفي 93% من هؤلاء المرضى من السرطان خلال ثلاث سنوات و ستة أشهر كمُعدّلٍ وسطيّ بعد العلاج و لم يُصَب أيّ منهم بالسلس كما حافظ 85% من هؤلاء المرضى على قدراتهم الجنسيّة.
قُدِّمت هذه الدّراسة في الاجتماع الأسبوعي لجمعيّة أطبّاء الأشعّة في جامعة أورلاندو في الولايات المُتّحدة الأميركيّة في آذار (مارس) 2009.
توفر دواء قد يساعد في الوقاية من سرطان البروستات:
قد يستفيد الملايين من الرّجال الأصحّاء من تناول دواء البروسكار للوقاية من سرطان البروستات استناداً إلى توجيهاتٍ جديدة صدرت عن الجمعيّة الأمريكيّة لأمراض الأورام السريريّة و الجمعيّة الأمريكيّة للمسالك البوليّة.
استندت هذه التّوصية على أدلّةٍ جُمِعت من 15 بحثٍ سريريّ تتضمّن البحث الكبير للوقاية من سرطان البروستات الذي شمل 18000 مريض أعمارهم 55 سنة أو أكثر. تبيَّن في هذه الدّراسة أنّ الرّجال الذين تناولوا حبّة بروسكار يوميّاً لمدّة تتراوح بين سنة إلى سبع سنوات كانوا أقل تعرّضاً للإصابة بسرطان البروستات بنسبة 25% من الرّجال الذين تناولوا دواءً وهميّاً.
تشمل التوصيات الرئيسية في تلك الأسس التّوجيهيّة ما يلي:
أنّ الرّجال الذين يبلغ مستوى مضاد البروستات النوعي PSA 3,0 أو أقلّ و يخضعون للفحص الشّعاعيّ بشكل منتظم، أو الذين ينوون الخضوع لفحصٍ سنويّ لـ PSA و لا يُعانون من أيّ أعراض، يتم تشجيعهم على البحث مع الطّبيب حول فوائد و مخاطر استعمال مُثبّط 5- ألفا ريدكتاز (بروسكار) للوقاية من إمكانيّة تعرّضهم للإصابة بسرطان البروستات.
بالنسبة للرّجال الذين يستعملون البروسكار لعلاج حالاتٍ أُخرى عليهم مناقشة الاستمرار باستعمال هذا الدّواء للوقاية من سرطان البروستات مع الطبيب.
نُشِرَت هذه الأسس التّوجيهيّة في شباط (فبراير) من عام 2009.
أشعّة الشّمس قد تحمي الرّجال من سرطان الكلية:
أظهرت دراسةٌ جديدة نُشِرَت في مجلة أمراض السّرطان في آذار (مارس) 2010 أنّ الرّجال الذين يتعرّضون في عملهم لمستوياتٍ عالية من أشعّة الشّمس يقِلُّ احتمال إصابتهم بسرطان الكلية بالنسبة للذين يتعرضون لكمية أقل من أشعّة الشمس. شملت هذه الدّراسة 1100 رجل و امرأة مصابين بسرطان الكلية و 1465 شخصٍ سليم. أظهرت النّتائج أنّ الرجال الذين يتعرضون في عملهم لأعلى المستويات من أشعّة الشّمس كان احتمال إصابتهم بسرطان الكلية أقل بنسبة 24 – 38 % من الرّجال الآخرين. و بناءً على هذه النّتائج فإنّ التّعرّض لأشعّة الشّمس قد يؤثر في سرطان الكلية و أنّ فيتامين د، الذي يُستَقلَبُ و يكون في قمّة فاعليّته في الكلية، قد يساعد في منع الإصابة ببعض أنواع السّرطان بما فيها سرطان الكلية.
الخلاصة: كيفيّة الحفاظ على الصّحة
هذه بعض النّصائح الّتي تُمكِّنُك من العيش بطريقة صحّيّة تؤدّي إلى حياة أطول:
إيقاف التدخين
الحفاظ على الوزن الأمثل
ممارسة بعض النّشاطات البدنيّة يوميّاً
تناول غذاء صحي
مراقبة ارتفاع التوتر الشرياني و الكولسترول و الداء السكري.
الخضوع لفحوصٍ فيزيائية والحصول على رعايةٍ طبيّة دوريّة.
الخضوع للفحوص التصويريّة لسرطان البروستات و الكولون.
إجراء فحص منزلي دوري للخصيتين.
المحافظة على نشاط ذهني فعال
طلب المساعدة في حال وجود أعراض الاكتئاب.