شاهد: كيف تسببت صباح في وفاة أخيها


لم تكن الشحرورة اللبنانية صباح «دلوعة» أسرتها، بل على العكس استقبلتها العائلة بأسوأ ما تستقبل به مولودة، بكاء وعويل وصراخ وعتاب لأنها البنت الثالثة بينما كانوا يأملون في صبي «لماذا يا إلهي بنت.. لماذا لم تكن ولدًا!» وبعدما أفاقت والدتها تأملت وجهها وقالت باكية: «وقبيحة أيضًا يا ربي!».

ولكن مع مرور الأيام أصبحت صباح فرضًا قائمًا وحقيقة «مُرة»، بحسب قولها: «فماذا كانت أمي تستطيع أن تفعل بي.. تقتلني مثلا؟ ولإحساسي بأنني إنسانة مغضوب عليها، بدأت ألفت النظر إلي.. وبدأت أعكس عدم الرضا عني إلى سخط على من حولي، وعفرتة؟».

الفنانة اللبنانية بدأت تستغل ذكائها في إيذاء الآخرين؛ تصب الماء على الجيران، تختار الأذى لأي عجوز لا يستطيع أن يجر خلفها «وكان الناس يشكون لأمي، ولكن أية علقة لم تكن تردعني، وفرّ الجيران.. عزلوا!».

أما والدها فقد حاول أن يسلك سلوكًا آخرًا؛ حيث بدأ يحنو عليها لكثرة ما أوذيت، وبعثها إلى مدرسة «الجيزويت» في العاصمة بيروت، ولكنها لم تستطع مع ذلك التخلي عن «العفرتة» بين يوم وليلة «ولهذا كانت مدرساتي يضعنني في أول مقعد من الفصل حتى يضمنّ مراقبتي.. وسكوتي».

ولكن الطفلة الصغيرة عندما بدأت تعرف المرح والسعادة في دنيتها الجديدة، دفعت الأقدار إليها بشحنة حزن كبيرة، فقد كان لها شقيقًا يصغرها بسنوات قليلة، وقد أصيب بداء في المعدة ألزمه الفراش لأشهر معدودة، فكان من فرط الحمى يغمض عينيه، ولكنه يعرف كل قادم من وقع أقدامه ومن حفيف صوته إذا همس، فيناديه باسمه ويحدثه، وكان بينه وبين صباح حب كبير؛ فقد كان الوحيد الذي لا يعرف أنها مكروهة، وكان ينظر إلى شقاوتها على أنها مطمحه إذا ما غادر الفراش.

وبعد أن شفي الصبي وخرجت به صباح إلى الحديقة لترفه عنه، كان الجو باردًا، فانتكس مجددًا وعاد إلى فراشه وانتابته حمى شديدة انتهت بالتهاب رئوي، ثم مات بعد أيام قليلة، وظلت تبكيه من قلبها حتى الآن.

للمتابعة إضغط أعجبنى